قال الشيخ ابن عثيمين في أحد أجوبته في فتاوى برنامج نور على الدرب:
الواجب على من أصيب بأمر يضيق به صدره ويزداد به غمه أن يصبر ويحتسب الأجر من الله عز وجل وينتظر الفرج، فهذه ثلاثة أمور: الصبر، واحتساب الأجر، وانتظار الفرج من الله عز وجل. وذلك أن الإنسان إذا أصيب بمصيبة من غم أو غيره فإنه يكفر الله بها عنه سيئاته وخطيئاته، وما أكثر السيئات والخطيئات من بني آدم (فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون). وإذا صبر واحتسب الأجر من الله أثيب على ذلك أي حصل له أمران تكفيرالذنوب والثواب، وإذا انتظر الفرج من الله عز وجل أثيب على ذلك مرة ثالثة، لأن انتظار الفرج حسن ظنٍ بالله عز وجل، وحسن الظن بالله سبحانه وتعالى عمل صالح يثاب عليه الإنسان.
ا
ويقول الشيخ عائض القرني ::
[ أفضل العبادة انتظار الفرج لأن فيه ثقة بالباري ، وحسن ظن بالخالق ، وقوة رجاء بالحق
فانتظار الفرج
انتصار على اليأس ، { إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } يوسف87
وقهر للقنوط ،قال { وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ } الحجر56 ،
وفيه تصديق للخبر {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً } الشرح6
وتسليم للوعد {وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} رواه أحمد وقال ابن رجب : حسن جيد
واطمئنان لسنة الله :{ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً } الطلاق7
وتطلع إلى لطفه ورحمته { رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } الأعراف56
وركون إلى كفايته { َسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } البقرة137
واعتماد على رعايته وولايته { {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ } البقرة257 .
انتظار الفرج : ترقب نظرة الرحمة من الرحمن ، ونفحة اللطف من الديان ، وغوث الملهوف من المنان
انتظار الفرج : الصبر حتى يكشف الرب الكرب ، ليس لها من دون الله كاشفة . وحبس المضطر أنفاسه حتى يجيبه ربه {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } النمل62
انتظار الفرج: طلب المدد من الأحد، والصبر والجلد حتى يغيث الصمد
. حسبنأ الله ونعم الوكيــــل، وكفى بربك هاديا ونصيرا ... ]كتاب حدائق ذات بهجة.
ويؤيد ما تقدم ما ورد في الحديث الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم ( احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً ) رواه الإمام أحمد وغيره وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة 5 / 496.
والله أعلم.